كلمة الفصل وحكمة القول من مهرجان سيدي عبد الرحمان المجذوب بمكناس

وصل المهرجان إلى سنته الخامسة، وحضر منصة عرض الافتتاح المنشد عبد الرحيم الصويري، وقبَلها بمشهد موال غناء والناس صيام... هو السمر الليلي الرمضاني المتنوع بمنصات العرض بمكناس، هي المتحولات السالبة التي ممكن أن تقفز بمكناس إلى معانقة منصات النشاط و بناء ثقافة مواويل الغناء المؤدى عنها بالدفع المسبق.

من بين المظاهر البارزة بمكناس كذلك، وهي ملاحظة إثارة، طفرة ثقافة التكريم الذي تدفق سيل فيضه، ثقافة تركب لزوما على تسويق صورة الاعتراف والابتسامات و طي سنوات عمل المحتفى به بتقديم  شهادة ملونة ومنمقة المشهد لا تسمن ولا تغني من جوع. جاء قولنا هذا من شدة الحرقة حين وقفت على أسماء المكرمين، فلن أبخس القيمة المعرفية والمسار التاريخي للمسرحي عبد المجيد فنيش، لن أتغافل عن الكلمات الزجلية الرزينة للفنان حفيظ الامراني، ولكن لم أستسغ لعبة التكريم و الصعود إلى منصة العرض و الحصول على شهادة وهدية بسيطة رمزية و كفى!!!، لم أستطع معرفة تكميم أفواه المحتفى بهما في عرس يومهما الاحتفالي وترك الآخر يتحدث عنهما ويطيل الكلام حتى أن من حضرالقاعة شرد بالسهو والضحك، و جاء أمر من المنصة بمتابعة العرض والاحترام !!!.

بمكناس وفي كل مهرجاناتها تنال جهة فاس مكناس عبارات الثناء والود على الكرم الحاتمي والدعم، تحضر لزاما لوحة هدية الجهة المنمقة بالطرز الفاسي - (ممكن استبدال راء الطرز بحرف آخر)- إلى مكناس لتسلم إلى المكرم. حين تساءلت لما نبلغ قيادة مكتب جهة فاس مكناس الشكر الموصول في كل مهرجان بالكلام المليح؟، لما ينال منا مكتب جهة فاس مكناس النقد اللاذع عند توزيع حصص دعم التنمية الجهوية؟. مقارعة الأسئلة كادت أن تفسد علي تذوق طعم ... غناء عبد الرحيم الصويري عبر استلهام جلسات الأعراس ومطالبة جمهور الشباب بمعاودة الغناء والترديد الاحتفالي كالكورال.

ورغم ذلك فلتكن تحياتنا الوافرة بتنوع مواقفنا لمركز الجهة بفاس، حين يوثر دعم المهرجانات بمكناس ويكيل بمكيال التبخيس وشح العطاء في دعم التنمية المحلية المندمجة بمكناس. هنا حضرتني حكاية النملة والصرصار، حكاية تجعل من النملة تستوطن قطب فاس و تشتغل ليل نهار على التنمية التفاعلية /التكميلية، فيما الصرصار فقد يزيده غناء بمكناس وينال الدعم المالي وتزكية سياسات الإلهاء، ولكم في وجه المقارنة بين فاس ومكناس في مجال التنمية الرأي السديد!!!.

يقول سيدي عبد الرحمان المجذوب" علمتني طلعة الشمس الوفاء... علمتني حبة الرمل الصفاء... علمتني بذرة القمح الأصيل الكبرياء..." هو دفين مكناس الذي نادي بالسبق إلى الكبرياء والبحث عن سبل صفاء كرامة العيش، والوفاء لطلعة شمس مكناس. هي مكناس التي تستحضر الماضي عبر رؤية فولكلور تسويقي يفتقد قيمة الاعتراف بالتراث اللامادي، بل حتى تفكيك مضامينه. هي مكناس التي تشد على الماضي للمصالحة بصورة احتفالية بسيطة تدير ظهرها لتاريخ المدينة الشامخ. هي مكناس التي لم يرد اسمها ضمن لائحة برنامج تثمين المدن العتيقة. هم ناس مكناس الذين يديرون وجوههم بالتمام عن حاضر ومستقبل المدينة وسبل بناء تنمية متحركة بالعدل المجالي. هو الترافع السياسي السالب عن قضايا مكناس، والذي لازال يكمل ضياع ما بقي من وجه حسن مكناس!!!.

خير القول في هذا الشهر الأبرك، وببركة الشيخ سيدي عبد الرحمان المجذوب (بالكلمة والحكمة) ندعو من كل قلوبنا ونقول " اللهم احفظ مدينة مكناس، اللهم حرك اقتصادها ومالها بعدالة اجتماعية، اللهم زين شوارعها وفك تكديس عربات مرورها، اللهم شغل ناسها، اللهم اشف مرضاها بمستشفيات الكرامة الإنسانية، اللهم فقه ناسها وعلم أبناءها بجودة المعرفة النظيفة، اللهم فعل تنميتها المحلية بالمساواة، اللهم...." ولكم حرية ختم الدعاء، ولنا قول آمين...

 متابعة للشأن المكناسي محسن الأكرمين.